"جوفينكو يسحر الصين" هذا هو العنوان الذي زين الصفحة الاولى لصحيفة "كورييري ديللو سبورت" الرياضية الايطالية في عددها الصادر الجمعة وذلك للاشادة بنجم منتخب ايطاليا الاولمبي الذي قاد بلاده الى فوز لافت على هندوراس بثلاثية نظيفة في افتتاح منافسات كرة القدم ضمن دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين.
ورغم الحضور القوي للارجنتيني ليونيل ميسي في فوز منتخب بلاده حامل ذهبية اثينا 2004 على ساحل العاج 2-1 حيث سجل هدفا ومهد اخر واحتشاد الجمهور لمشاهدة البرازيلي رونالدينيو في المباراة التي فاز فيها "السيليساو" على بلجيكا بهدف وحيد سرق جوفينكو الاضواء من ابرز اسمين في المسابقة ليس فقط بتسجيله اجمل هدف في اليوم الاول عندما اطلق تسديدة صاروخية بيسراه من خارج المنطقة اخترقت الزاوية اليمنى للمرمى الهندوراسي بل لانه قدم عرضا استثنائيا وكان وراء غالبية تحركات المنتخب الازرق على ارض الملعب.
ولا يبدو تألق جوفينكو في المباراة غريبا عن متابعي الكرة الايطالية وخصوصا ان اللاعب اثبت نفسه على الصعيد المحلي رغم قصر مدة مسيرته وهو الان يوصف بانه افضل المواهب الصاعدة على الاطلاق وذهب البعض الى مقارنته بالنجم السابق روبرتو باجيو فيما وصفت "كورييري ديللو سبورت" ما اقدم عليه بجملة اساسية "هدف واستعراض طفل اليوفي".
ويتميز الايطالي القصير (21 عاما) بذكائه ومهاراته الفائقة ما دفع يوفنتوس الى ضمه لفئة الناشئين لديه عام 2001 وقد شق طريقه الى الفريق الاول من دون عناء كبير ولعب مباراته الاولى معه العام الماضي في الدرجة الثانية امام بولونيا تاركا بصمته سريعا باهدائه هدفا لزميله الفرنسي دافيد تريزيجيه.
تلك اللمسة المميزة في المباراة المذكورة شدت اليه الانتباه وكان امبولي محظوظا في الحصول على خدماته على سبيل الاعارة الصيف الماضي حيث كرت سبحة الاهداف وترافقت مع اشادات الاعلام الايطالي وخصوصا بعدما هز شباك روما في الدقيقة الاخيرة من ركلة حرة رائعة.
من هنا لم يكن امام فريق "السيدة العجوز" سوى اعادة "سيبا" (هكذا يناديه رفاقه) الى صفوفه مؤكدا انه سيكون احد اعمدة مجموعة المدرب كلاوديو رانييري في موسم 2008-2009 وقد تردد ان الاخير عارض الادارة عند تفكيرها بادراجه ضمن صفقة استقدام المهاجم البرازيلي اماوري من باليرمو مطلع الصيف الحالي.
ولا شك في ان رانييري يبدو على حق وخصوصا ان تعاقدات يوفنتوس مع لاعبين في خط الوسط اثبتت فشلها الذريع في الموسمين الاخيرين وخصوصا اذا تحدثنا عن البرتغالي تياغو منديز والارجنتيني سيرجيو الميرون بينما يبدو واضحا ان جوفينكو قد يعوض الكثير ويكون صاحب القميص رقم 10 الجديد بعد اعتزال النجم اليساندرو دل بييرو.
ولا يتوقف الاهتمام باللاعب على الساحة المحلية اذ سبق ان افادت تقارير ايطالية عدة بأن الاندية الاربعة الكبرى في انجلترا اي مانشستر يونايتد وتشيلسي وارسنال وليفربول تسعى جاهدة للحصول على توقيعه عبر اختراق ثغرة عدم توصله ويوفنتوس الى اتفاق حول التوقيع على عقد جديد يعطي اللاعب فيه الشق التقني دورا اكبر من نظيره المادي في اشارة الى سعيه للعب بشكل دائم وهو الذي ربما يشعر بأن فرصته ستكون اقل في المشاركة بعد وصول الدنماركي كريستيان بولسن من اشبيلية الاسباني ليضاف الى تياغو وكريستيانو زانيتي والمالي محمد سيسوكو في خط الوسط.
الخسارة ستكون لا تقدر بثمن بالنسبة الى "اليوفي" في حال خسر الجوهرة التي عمل على صقلها طوال الاعوام الماضية وخصوصا ان الاهتمام يتوسع الان بعدما اثبت الفتى نفسه مع جميع منتخبات الفئات العمرية التي لعب لها وهو يواصل ارتقاء سلم النجومية الدولية الذي بدأه هذه السنة في دورة تولون حيث حصل على جائزة افضل لاعب بعد تسجيله هدفين في المباراة الافتتاحية امام ساحل العاج وهدف الفوز من ركلة جزاء امام اليابان في الدور نصف النهائي ليمهد الطريق امام "الازوري" للفوز باللقب على حساب تشيلي (1-0) في المباراة النهائية.
وبعدما عاشت الكرة الايطالية اسابيع مخيبة في كأس اوروبا 2008 الى خسارة منتخبها للاعبين دون 19 عاما المباراة النهائية للبطولة القارية امام المانيا (1-3) تأمل ان يكون منتخبها الاولمبي على موعد مع التعويض لتذوق طعم الميدالية الذهبية للمرة الاولى منذ العاب برلين عام 1936 لكن هذا يتوقف بنظر الكثيرين على تفجير جوفينكو المزيد مما يختزنه من موهبة.