كل الجهود المخلصة لانقاذ الشعب الفلسطيني تصطدم بصخرة الصراع علي السلطة بين فتح وحماس.. وهو الصراع الذي يصب في مصالح إسرائيل ويلتقي مع رغبتها في تأزيم الأوضاع وصنع جسور من الدم بين الأخوة الفلسطينيين تحول دون الوصول إلي الهدف المنشود وهو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الحلم الفلسطيني يبتعد أكثر ولكن هذه المرة ليس فقط بسبب تعنت إسرائيل.. بل بسبب الصراع الفلسطيني الفلسطيني علي اللا شيء.. فالفصائل تتطاحن لصالح العدو المشترك الذي يقف متفرجاً وسعيداً بتبدد الآمال وانهيار الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني الذي أصبح رهينة بين عدو يضيق عليه الخناق وأشقاء ورفقاء نضال يتصارعون علي كعكة السلطة.. وتبقي الأوضاع المتدهورة كما هي.. ويترسخ أمر واقع جديد ومخز وهو انفصال غزة عن الضفة الغربية بحيث ينتهي الأمر كما تريد إسرائيل بالصراع بين الرفقاء علي دولتين فلسطينيتين إحداهما في غزة والأخري في الضفة.. فمتي يفيق أهل فتح وحماس؟ ومتي يقتنعون بأن حروبهم معاً وقتالهم معاً هو قتال بالوكالة عن إسرائيل؟